فضائل عشر ذي الحجة تعم الليل والنهار

Like 0

❪✵❫ السُّـــ↶ــؤَال ُ:

السائلة : أم عَلياءَ جُمانةُ بنتُ زهير بنِ عيسَى الهلاليَّةُ المرزوقيَّةُ وفقها الله وسدَّدها:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أبتِ الغالي
سؤالي بارك الله فيك ونفع بك وبعلمك:

هل فضل هذه العشر من ذي الحجة مقتصر على نهارها فقط ؟ أم يشمل حتى العمل في لياليها ؟

أفدنِي والمسلمين أفادكم الله تعالى

 

❪✵❫ الجَــ↶ــوَاب ُ:


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته بُنيَّتِي الحبيبة
وجوابا على سؤالك المهم جدًّا أقول:

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه أما بعد:*

فإنَّ عشرَ ذي الحجة تَعُمُّ فضائلُها اللَّيلَ والنَّهارَ -بُنيَّتِي الكريمة- ؛ والآية الكريمة نصَّت على لفظِ اللَّيل لِدخولِ فضل اللَّيل فيها كذلك -وإن كانت اللَّيالي عند العرب تُطلق على النهار كذلك- فيقولون : سافرنا خمس ليالٍ : أي بِلَيْلها ونَهارِها.

■ وفي قوله تعالى : ( *وَلَيالٍ عَشْرٍ* ) ؛ حَكَى إمام المفسرين ابنُ جرير الطبري رحمه الله تعالى إجماعَ الصحابة رضوان الله عليهم على أنها ليالي عشر ذي الحجة، فالقسم بها دال على تعظيمها، والذي يؤكد تناول فضل أيَّامها لها أيضًا.

وقد روَى ابْنُ عَبّاسٍ رضي الله عنهما عَنِ النَّبِيِّ ﷺ أنَّهُ قالَ: « ما العَمَلُ فِي *أيّامٍ* أفْضَلَ مِنها فِي هَذِهِ »
قالُوا: ولاَ الجِهادُ ؟ قالَ: « ولاَ الجِهادُ، إلّا رَجُلٌ خَرَجَ يُخاطِرُ بِنَفْسِهِ ومالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ بِشَيْءٍ » رواه الإمام البخاري -رحمه الله- في صحيحه (٩٦٩).

● قال الإمامُ الحافظُ ابنُ رجبٍ -رحمه الله تعالى-:

” والأيَّام إذا أُطلقَتْ دخلتْ فيها اللَّيَالِي تبَعًا ” انتهى.

📚 “لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف” (ص ٢٦٧).

● وقال -رحمه الله تعالى- أيضًا:

” حديثَ جابر الذي خرَّجه أبو موسى صريح في *تفضيلِ لياليه كتفضيلِ أيّامِهِ أيضًا*، والأيّامُ إذا أُطلِقَتْ *دخلتْ فيها الليالي تبعًا،* وكذلك اللَّيالي تدْخُلُ أيّامُها تبعًا.
وقد أقسَمَ اللَّه تعالى بلياليه، فقال: (والفَجْرِ ¤ *ولَيالٍ عَشْرٍ* )
*وهذا يدلُّ على فضيلةِ ليَالِيهِ أيضًا* ” انتهى.

📚 “تفسير ابن رجب الحنبلي” (٢/‏٥٦٠).

وإن كان فضلُ النهار في هذه العشرِ أعظمُ من فضلِ الليلِ؛ لاشتمالِ نهارِهَا على يوم عرفة العظيم ، وعلى يوم الحج الأكبر (العِيدِ) وهما أفضل أيَّامِ الدُّنيا مع يوم القَرِّ (ثاني أيَّام العيد).

 

والله تعالى أعلم
٠٤ / ذو الحجة / ١٤٤٣


✍️ أجاب عنه /
أبو سحاق زهير الهلالي المرزوقي
*وفقه الله وصانه*

Scroll to Top