ذهَبَ أهْلُ المَوْلِدِ بِأَهْوَائِهِمْ مَعَ مَوْلِدِهِمْ وبَقِيَ أهْلُ السُّنَّة بِثَبَاتِهِمْ عَلَى سُنَّتِهِم ف ( أَیُّ ٱلۡفَرِیقَیۡنِ خَیۡرࣱ مَّقَامࣰا وَأَحۡسَنُ نَدِیࣰّا )
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه أما بعد:
فقد باتَ أهل السُّنَّة على سُنَّتِه ﷺ ، ونَامُوا عليها ، وأصْبحُوا -والملائِكةُ شاهدةٌ عليهم- في جماعةِ الصُّبحِ مع المسلمين فَرِحِين بِطاعتِهِ وسنَّتِهِ ﷺ ،
وسَهِرَ على مُخالفَتِهِم وعِنَادِهِم -والشياطينُ شاهدةٌ عليهم- الذِّينَ لَمْ يَقْبَلُوا نُصْحَ أهلِ السُّنَّة ، وأقبَلُوا علَى إحْيَائِهم واحْتِفالاتِهم وبِدَعِهم ، ونَامَ أكْثَرُهُم عن صَلاةِ الفَرْضِ التي أوْجَبَهَا رسولُ اللهِ ﷺ عَليْهِم ! ،
فَغَدَا ( مَثَلُ ٱلۡفَرِیقَیۡنِ كَٱلۡأَعۡمَى وَٱلۡأَصَمِّ وَٱلۡبَصِیرِ وَٱلسَّمِیعِۚ هَلۡ یَسۡتَوِیَانِ مَثَلًا )*؟
فأيُّ ٱلۡفَرِیقَیۡنِ أحَقُّ بالحُبِّ الصَّادِقِ والاتِّبَاعِ ؟
وأيُّهُما أحَقُّ بالحُبِّ الكَاذِبِ والابْتِدَاعِ ؟
لقدْ أَضْحَى السُّنِيُّ السَّلفيُّ الصَّادقُ وباتَ مُخالِطًا للناسِ بِجسمِهِ ، مُزَايِلاً لهم بِعَمَلِهِ ، يَعِيشُ في أشَدِّ غُربَتِهِ بيْنَ أبناءِ جِنْسِهِ وجِلْدَتِه ! ، حتَّى يَأذَنَ اللهُ -جلَّ جلَالُهُ وتقدَّستْ أسماؤُهُ وصِفَاتُهُ- بِبُلُوغِ الأجَلِ فيَلْحَقَ -إِنْ عفَا اللهُ عنهُ وغَفَرَ لهُ- بِمَنْ يَفُكُّ ويَقطَعُ بالمُوَافَقَةِ غُرْبَتَهُ ، ويُؤنِسُ بِالوَصْلِ والوِصَالِ وَحْشَتَهُ.
اللُّهمَّ ثبِّتنَا علَى العِلْمِ والسُّنَّةِ والهُدَى.. وجنِّبْنَا الجَهْلَ والبِدْعَةَ والرَّدَى وألْحِقْنَا بالرَّفِيقِ الأَعْلَى أنتَ أهلُ الرَّجَا يَا كَرِيمُ يَا مُجِيبَ الدُّعَا.
أبو_إسحاق_الهلالي_المرزوقي
وفقه الله وسدَّده
ضُحَى ١٢ / ربيع الأوَّل / ١٤٤٤