🍃 ﷽ 🍃
السُّـــ↶ــؤَال ُ مِنْ:
أبي الحارث حسن بن عبد الله المغربي وفقه الله تعالى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف حالك شيخنا الفاضل أبو إسحاق زهير
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم ان يمتعك بالنظر الى وجهه الكريم في أعلى جنات الخلد .
■ سؤالي هو:
ماذا يقصد النبي صلى الله عليه وسلم في الخوارج أنهم يمرقون من الدين هل هم كفار ؟
أم أنه قصد يمرقون من الدين أنهم خارجون عن طاعة ولاة أمور المسلمين ؟
أفيدونا أثابكم الله العظيم
❪✵ الجَــ↶ــوَاب ُ:
وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته أخي الحبيب أبا الحارث
واستجاب الله تعالى دعواتك الطيبة، ولك من الله مثلها وأفضل
■ وجوابا على سؤالك الطيب أقول وبالله التوفيق والسَّداد:
*بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه أما بعد:*
فقد ذكر أهل العلم -ومنهم شيخ الإسلام ابن تيمية- رحمهم الله تعالى الخلاف في تكفير الخوارج وأن أهل العلم افترقوا في حكمهم عليهم إلى قولين مشهورين ؛
■ قومٌ يكفرونهم ويُخرجونهم من الملة.
■ وقومٌ يجعلونهم عصاة فسًّاقًا من شرار الخلق والخليقة.
● قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى:
” وأما تكفيرهم ، وتخليدهم (أي الخوارج) : ففيه أيضاً للعلماء قولان مشهوران : وهما روايتان عن أحمد ، والقولان في الخوارج ، والمارقين من الحرورية ، والرافضة ، ونحوهم ،
والصحيح: أن هذه الأقوال التي يقولونها التي يُعلم أنها مخالفة لما جاء به الرسول : كفر ، وكذلك أفعالهم التي هي من جنس أفعال الكفار بالمسلمين هي كفر أيضاً ، وقد ذكرت دلائل ذلك في غير هذا الموضع ؛
لكن تكفير الواحد المعين منهم ، والحكم بتخليده في النار : *موقوف على ثبوت شروط التكفير ، وانتفاء موانعه* ، فإنا نطلق القول بنصوص الوعد والوعيد، والتكفير والتفسيق ، *ولا نحكم للمعين بدخوله في ذلك العام حتى يقوم فيه المقتضى الذي لا معارض له* ، وقد بسطت هذه القاعدة في ” قاعدة التكفير ” ،
ولهذا لم يحكم النبي صلى الله عليه وسلم بكفر الذي قال : ” إذا أنا مت فأحرقوني ثم ذروني في اليم فوالله لإن قدِر الله عليَّ ليعذبني عذاباً لا يعذبه أحداً من العالمين ” ، مع شكه في قدرة الله ، وإعادته ،
ولهذا لا يكفِّر العلماء من استحل شيئاً من المحرمات لقرب عهده بالإسلام ، أو لنشأته ببادية بعيدة ؛ *فإن حكم الكفر لا يكون إلا بعد بلوغ الرسالة ، وكثير من هؤلاء قد لا يكون قد بلغته النصوص المخالفة لما يراه ، ولا يعلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم بُعث بذلك* ،
فيطلق أن هذا القول كفر ، ويكفر متى قامت عليه الحجة التي يكفر تاركها ، دون غيره ، والله أعلم ” انتهى.
📚 *|[ مجموع الفتاوى ( ٢٨ / ٥٠٠ – ٥٠١ ) ]|.*.
■ *وقد نقل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في “منهاج السنة النبوية” أيضًا اتفاق السَّلف الماضين رضوان الله عليهم على عدم تكفير الخوارج الأوائل.*
● قلت: وقد جاء بعد القرون الثلاثة المفضَّلة من فِرَقِ الخوارج مَن دانَ بالكفر الصَّريح ! عياذا بالله تعالى ؛ لذا وجدنا الخلاف بين فقهاء الأمة في حكمهم ؛
□ كفرقة *(( البدعية ))* منهم الذين قصروا صلاة الفريضة على ركعة في الصباح وركعة في المساء !
□ وكذا *(( الميمونية ))* الذين أجازوا نكاح بعض المحارم ؛ كبنات البنين وبنات البنات وبنات بني الأخوة !!
ثم زادوا كفرا على ذلك فأنكروا أن تكون سورة يوسف من القرآن لاشتمالها –فيما يزعمون- على ذكر العشق والحب !!!
□ وتلحقهما في الكفر البواح فرقة *(( اليزيدية ))* أيضًا ، حيث زعموا أن الله سيُرسل رسولاً من العجم فينسخ بشريعته شريعة محمد صلى الله عليه وسلم !!!
■ *فهؤلاء كُفَّار خارجون عن الملة لا يُخالف فيه أحدٌ من أهل العلم.*
● *فبان بهذا أن الصَّحيح في حكم الخوارج التفصيل؛ فمنهم كفار -لا يختلف مسلم في كفرهم- ،*
● *ومنهم مسلمون عصاة مارقون من شر الخلق والخليقة.*
■ *والتفريق في الحكم عليهم بحسب اعتقاداتهم الباطلة ؛ فإن كانت كفرية ظاهرة -كما سبق من الأمثلة في بعض فِرَقِهم- كفَّرهم أهل العلم، وإن كانت اعتقادات بدعية ومعاصي غير كفريَّة لم يُكفَّروا بل حُكِمَ عليهم بأنهم مسلمون عُصَاة.*
وقد جمعت -بفضل الله- فيه بُحَيِّثًا مستقلاً فيه أقوال المتقدِّمين والمتأخرين من علمائنا وأئمتنا ؛ لعلَّ الله أن يُيَسِّر إخراجه والنفع به بفضله ومنِّه وكرمه سبحانه وتعالى.
والله المُوفِّق لا ربَّ سواه.
والله تعالى أعلم
⸙⸙⃝📩 أجاب✍️ عنه : ☟*
أبو إسحاق الهلالي المرزوقي
عفا الله عنه
١٨ / جمادى الأولى / ١٤٤٣
•┈┈┈••✦✿✦••┈┈┈•
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=1612130785797102&id=100010005889091