إضاءة الدُجُنَّة بالحكم على حديث “ما أهل مهل ولا كبر مكبر إلا بشر بالجنة

Like 1

السائل رضا التونسي من حمام الأنف -حرسها الله- يسأل فيقول:*

أحسن الله إليك
هل من تفصيل في درجة صحة حديث (( ما أهلَّ مُهِلٌّ ، ولا كبَّرَ مُكبِّرٌ قَطُّ إلَّا بُشِّرَ بِالجَنَّةِ )) ؟

● *الجواب:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أخي الكريم رضا -زادك الله توفيقًا وسدادًا ورضِيَ عني وعنك-

■ وجواباً على سؤالك الطيِّب بإختصار شديد أقول وبالله التوفيق والسَّداد:

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه أما بعد:

فإنَّ الذي خلصتُ إليه بعد جمع طرق هذا الحديث، ورواياته المختلفة، وأقوال أئمة الحديث النقاد فيه المتقدمين منهم والمتأخرين والمعاصرين -رحمهم الله تعالى جميعاً- أنه باللفظ المذكور : (( ضعيفٌ ومُنكَرٌ ))

● والصَّحيح المحفوظُ في متن هذا الحديث ما أخرجه الشيخان -رحمهما الله تعالى- في صحيحيهما مِن حديثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلَّم قَالَ :

(( *الْعُمْرَةُ إِلَى الْعُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا، وَالْحَجُّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلَّا الْجَنَّةَ* )).

● وأما زيادة : (( *مَا أَهَلَّ مُهِلٌّ قَطُّ إِلا بُشِّرَ ، وَلا كَبَّرَ مُكَبِّرٌ قَطُّ إِلا بُشِّرَ .. ، بِالْجَنَّةِ ..)) : فإنَّما أُدْرِجَتْ في بعض الرَّواياتِ -خَارِجَ الصَّحِيحَينِ- ضِمْنَ الحديثِ السَّابق ! وهي من قول كعب الأحبار -رحمه الله تعالى- كما نصَّ عليه الأئمة النُّقادُ الجَهابِذَةُ ؛ ومنهم إمام العلل أبو الحسن الدارقطني في “عِلَلِهِ”، والبيهقي في “شُعَبِهِ” ، لِذَا اجْتنَبَهَا صَاحِبَا الصَّحِيحَيْن -رحمهما الله تعالى-.

▪︎ وكعْبٌ -رحمه الله- : مشهورٌ بِرِوايَتِه الإسرائيليَّاتِ عن أهلِ الكتابِ.

■ *هذا هو الصَّحيح -إن شآء الله تعالى- في روايته ؛ فهو مقطوعٌ ، وإن شئتَ فقُل : ” موقوفٌ على كعبِ الأحبارِ رحمه الله”.*

*وإن كنتُ أعلمُ مَن حَسَّن هذا الحديثَ مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم من بعضِ أئمتِنا -رحمهم الله- اجتهاداً منهم ؛ لِظَنِّهم تَعدُّدَ طُرُقِهِ !*

*وهي لا تَصلُح لِلجَبرِ ، ولا للتَّقوية -رحمة الله عليهم وغفر لهم وأثابَهم الجنَّة-.*

*لكنَّ الصَّحيح ما ذكرتُ لكَ أنه مَقطُوعٌ، وأمَّا المرفوعُ فمُنْكَرٌ.*

*ويُكتَفَى في فضائل التلبية والتكبير وفضائل الأعمال .. بما صحَّ عن نبيِّنا صلى الله عليه وآله وسلم، وهي كثيرةٌ يعلمُها العامَّة فضلاً عن الخاصَّةِ من أهلِ العلمِ وطُلاَّبِهِ ليس هذا موضعُ بَسْطِهَا ، بل تُطلَبُ فِي مَظَانِّهَا.*

▪︎ *فإن قال قائلٌ : إنَّما الحديث في فضائلِ الأعمالِ فلِمَ هذا التَّشديدُ في تخريجه ؟!*

▪︎ *فأقول : لِي قَولُ الإمامِ ابنِ مَهديِّ -رحمه الله تعالى- : ” في صحيحِ الحديثِ غُنْيَةٌ عن سَقِيمِهِ* “.

● *والشريعةُ الغرَّاءُ : (كتابٌ وسنَّةٌ بِفَهمِ سَلفِ الأُمَّةِ) : كاملةٌ ولله الحمدُ والمِنَّةُ؛ فما ترك النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم من خَيْرٍ وفَضْلٍ .. يُقَرِّبُنا إلى الله إلاَّ دَلَّنا عليه.*

▪︎ *ولنا -جميعاً- قولةُ الإمام ابنِ المُبارَكِ -رحمه الله تعالى – : ” في صحيحِ الحديثِ شُغْلٌ عن سَقِيمِهِ*”.

*فَلْنشتغِلْ ولْنَعمَلْ جميعاً بما صحَّ وثبَتَ عن نبيِّنا صلى الله عليه وآله وسلم، ولْنَجتَنِبْ جميعاً ما لم يثبت.*

*والله تعالى أعلم*
*وصلى الله على نبينا محمد*
*وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيراً*

*أملاه في سفره*
أبو إسحاق الهلالي المرزوقي
*غفر الله له*
*ليلة ٢ من ذي الحجة ١٤٣٩*

□ https://t.me/Alhilali_ataassilia/400

□ https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=1766956900314489&id=100010005889091

Scroll to Top