[فتوى]علِق بيدي مادة لاصقة وهي لاتزول بسهولة… فماذا عليَّ فعله فيما يخص وضوئي؟

Like 0

● أخونا السلفي الحبيب : ابو الحسن لطفي التونسي ورد عليه إشكالٌ وسؤالٌ من أخٍ له فقال :

سائل يقول : علق بيدي مادة لاصقة وهي لا تزول بسهولة وتضل في اليد حوالي عشرة (١٠) أيام كي أستطيع إزالتها لقوة هذه المادة.
فماذا عليَّ فعلُه في ما يخص وضوئي ؟ افيدوني اثابكم الله

● الجواب :

بسم الله والحمد والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه أما بعد:

فأقولُ لأخي السَّائل الذي سأل عن هذا الغِراء اللاصق الذي أصابه من عملٍ عمله وما استطاع إزالته لِيُوصِلَ الماء إلى أعضاء وضوئه ، ولتعميمِ الجوابِ عليه وعلى غيره أقول وبالله التوفيق :

▪︎ أولاً : مَنْ كانَ عملُهُ دائِماً بهذه اللَّواصِق فالواجب عليه الدَّفعُ قبل الرَّفعِ كما في القاعدة الفقهية المشهورة :《 *المنع أسهلُ من الرَّفع* 》فالواجبُ دفعُ الشيئِ قبل حصولِه ووقوعِهِ لأنه أسهل من إلغائه ورفعه بعد وقوعه.
وقد اندرجت تحت هذه القاعدة العظيمة فروعٌ عقدية ومنهجية وفقهية وسلوكيةٌ كثيرةٌ ؛ فشملت أبوابا عديدة من الدين ومسائله : كالطهارة والصلاة والصوم والحج والنكاح وغيرها.
ومن أمثلتها في الطهارة ما نحن بصدده في هذا السؤال المتكرر عند بعض الناس لا سيما الصُّناع منهم.

▪︎فأقول : تطبيقا لهذه القاعدة الواجب على السائل أن يلبس ما يمنع وصولَ هذا اللاَّصقِ إلى يديه أو أعضاء وضوئِهِ بأن يستعمل القفازات ونحوها من العوازلِ التي تمنع إلتصاقَ هذه المواد الشديدة اللصوقِ به؛ فمنعُ ذلكَ أسهلُ مِن رَفعِهِ .

▪︎ ثانياً : لو قُدِّرَ أنه أصابه شيء من هذه اللواصق في مَحَالِّ الوُضوءِ أو الغسلِ (الجسم كاملاً) فلا يخلو من حالتين :

▪︎ *الحالة الأولى : إن كان يُوجَدُ لهذا النوع من اللاصق مُزِيلٌ وجب عليه استعماله وإزالة اللاصق قبل الوضوء او الغسل -إن كان عليه غُسلٌ- ما استطاعَ إلى ذلكَ سبيلاً إليه.

▪︎ الحالة الثانية : إن لم يُعرَفْ لِلاَصِقٍ مُعيَّنٍ مُزيلٌ أو لا يزالُ به إلاَّ بزوالِ طبقةٍ من الجلدِ! فحالتَئِذٍ لا يُطالَبُ بإزالتِه، بل يَتوضَّأُ على اللاَّصِقِ ويَستَحِلُّ به الصَّلاةَ ومَسَّ المُصحَفِ ونحوهما مما لا يُباحُ إلا بالطهارتين الكبرى والصغرى.

وهذا لقولِه تعالى :
(( فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ* ))
[التغابن ١٦]

ولقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم : *” وما أمرتكم به فَأْتُوا منه ما استطعتم* ” الحديث .[رواه الشيخان في صحيحيهما].

والعلم عند الله تعالى
وصلى الله على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين

أبو إسحاق الهلالي المرزوقي
-غفر الله له ولمشايخه والمسلمين-
عصر ال ٢٩ شعبان لعام ١٤٤٠

Scroll to Top