قال الإمام الترمذي رحمه الله تعالى في جامعه (٣٩١٧) :
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ أَيُّوبَ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَمُوتَ بِالْمَدِينَةِ فَلْيَمُتْ بِهَا ؛ فَإِنِّي أَشْفَعُ لِمَنْ يَمُوتُ بِهَا “.
وَفِي الْبَابِ عَنْ سُبَيْعَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ الْأَسْلَمِيَّةِ. هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ.
● حديث صحيح.
■ الشرح :
” قوله : ( عن أيوب ) هو السختياني .
قوله : ” من استطاع” أي قدر ” أن يموت بالمدينة” أي يقيم بها حتى يدركه الموت ثمت ( فليمت بها ) أي فليقم بها حتى يموت فهو حث على لزوم الإقامة بها ” فإني أشفع لمن يموت بها ” أي أخصه بشفاعتي غير العامة زيادة في إكرامه .
قال الطيبي : أمر له بالموت بها وليس ذلك من استطاعته بل هو إلى الله تعالى لكنه أمر بلزومها والإقامة بها بحيث لا يفارقها فيكون ذلك سببا لأن يموت فيها ، فأطلق المسبب وأراد السبب كقوله تعالى : { فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون } ” انتهى من “تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي”.
اللهم أَحْيِنا فيها، وتوفَّانا على الإسلام والسُّنَّة فيها .. آمين