فأوصيكم ونفسي بالإعتصام بكتاب الله ، وسنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، ولزوم فهم السلف، ولزوم كبار الأئمة ؛ لا سيما في عصرنا هذا ، و في أيامنا هاته التي كثر فيها القيل والقال وكثرة السؤال وإضاعة المال !
وكثرت الفتن والمصائب والقلاقل والزلازل! نسأل الله العافية والسلامة
وأن نلزم ذلك قولًا وعملًا.
بعض الناس تجده يلهج دائما : ( لزوم غرز العلماء .. لزوم غرز العلماء .. لزوم غرز العلماء ) ؛ وهذا شيء جيد ، ولكن إذا جاءت الفتن وجاءت الإبتلاءات وجاء الخلاف اليسير بينه وبين إخوانه في بلده او في بلد آخر -وهم على عقيدة واحدة، على منهج واحد، على أخلاق واحدة، على سبيل واحدة- تجده يُشرِّق ويُغرِّب !!
إذا قلنا : ( نلزم غرز العلماء ) ؛ فلا بُدَّ أن نلزم غرزهم قولًا وعملًا ؛ بالقول والفعل ، فنرجع إليهم فيما اختلفنا فيه فيحكمون بيننا بكتاب الله عز وجل، وبسنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
فأوصيكم ونفسي بالتآلف والتَّحَابِّ والإجتماع على الحقِّ.
الإجتماع على الحق : هذا الذي يُميِّزُ دعوةَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم ؛ أنَّه جمع الناس على الحقِّ.
وهذه الدَّعوةُ السَّلفيَّةُ المُباركةُ تجمع الناس على الحقِّ ؛ على التَّوحيدِ والسُّنَّةِ.
وأمَّا باقي الأحزاب فيُكتِّلُون ويَجمَعُون ثمَّ لا شيء !
يَجمَعُون على أي مبدأ ؟!
وعلى أيِّ أساسٍ ؟!
هدفُهم تجميعُ النَّاسِ والكثرةُ !
والكثرةُ كما لا يَخفَى عليكُم ليْستْ ممدوحةً في كثيرٍ من المواضع من كتابِ الله عز وجل، ومن سنَّةِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم.
فإذا اجتمع الناسُ وكانوا كثرةً كاثِرةً طيِّبةً على الحقِّ فهذا هو المطلوب.
والله عزَّ وجلَّ أمرنا أن نعتصِمَ بحبلِه وكتابِه فقال سبحانه وتعالى: { وٱعۡتَصِمُوا۟ بِحَبۡلِ ٱللَّهِ جَمِیعࣰا وَلَا تَفَرَّقُوا۟ۚ } ؛ أمرَنا بالإجتماعِ والتآلفِ ونهانَا عن الفُرقة والإختلافِ { وٱعۡتَصِمُوا۟ بِحَبۡلِ ٱللَّهِ جَمِیعࣰا وَلَا تَفَرَّقُوا۟ۚ }
وقال عز وجل: { وَلَا تَكُونُوا۟ كَٱلَّذِینَ تَفَرَّقُوا۟ وَٱخۡتَلَفُوا۟ مِنۢ بَعۡدِ مَا جَاۤءَهُمُ ٱلۡبَیِّنَـٰتُۚ } الآية.
فالواجبُ علينا الإجتماعُ والتَّناصُحُ ، هذا الذي أمرنا الله عزَّ وجلَّ به ، والنبيُّ عليه الصلاة والسلام يقول كما في حديث مسلم في صحيحه : ( الدين النصيحة ) ، قلنا لمن يا رسول الله ؟ قال: ( لله ولكتابه ولرسوله ولأئمَّة المسلمين وعامتهم ).
فالدِّينُ النصيحةُ ، ولا خير في قومٍ لا يتناصحون ؛ لا خير فينا إن لم نسمعها ، ولا خير فيكم إن لم تقولوها.
مَن رأَى في أخيه شيئًا فَلْينصَحْهُ بالأسلوبِ الطيِّبِ الذي يُرضِي اللهَ عنه ؛ لأدائِهِ ما أمرَهُ اللهُ به ، ويُرضِي اللهَ عن أخيهِ بأن أخذَ بيدِهِ وأزالَ عنه الزَّلَلَ و الخَطأَ والخَطَلَ.
الواجبُ أن نتراحم بيننا ونتوادَّ في الله عز وجل، ونجتمع على التوحيد والسُّنََةِ ، نجتمع على كتاب الله عزَّ وجلَّ ، وعلى سُنَّة النبيِّ صلى الله عليه وسلم ، وعلى أصولِ سلفِنا الصَّالحِ رضوانُ اللهِ عليهِم “.
فرَّغها / أحد محبي الشيخ جزاه الله خيرا
٢٨ ذو القعدة ١٤٤٣
الموافق ٢٧ جوان ٢٠٢٢