( نصيحة عظيمة لطلبة العلم )
قال -رحمه الله تعالى وأعلى درجاته في عليين-:
” والنصيحة العامة لطالب العلم أن يكون عليه آثار علمه من تقوى الله عز وجل والقيام بطاعته، وحسن الخلق، والإحسان إلى الخلق؛
بالتعليم والتوجيه والحرص على نشر العلم بجميع الوسائل، سواء كان ذلك عن طريق الصحف أو المجلات أو الكتب أو الرسائل أو النشرات وغير ذلك من الوسائل.
وأنصح طالب العلم أيضاً ألاَّ يتسرَّعَ في الحُكمِ على الشيء؛ لأن بعض طلبة العلم المبتدئين تجده يتسرَّع في الإفتاء وفي الأحكام وربما يُخطِّئُ العلماء الكبار (!) وهو دونهم بكثير،
حتى إنَّ بعض الناس يقول: ناظرتُ شخصاً من طلبة العلم المبتدئين فقلت له : إن هذا قول الإمام أحمد بن حنبل، فقال : وما الإمام أحمد بن حنبل ؟!! الإمام أحمد بن حنبل رجل ونحن رجال !!
سبحان الله !!
صحيح أن الإمام أحمد بن حنبل رجل وأنت رجل، فأنتما مستويان في الذُّكورة،
أما في العلم فبينكما فرق عظيم!
وليس كل رَجُلٍ رَجُلاً بالنسبة للعلم!
وأقول : إنَّ على طالب العلم أن يكون متأدِّباً بالتَّواضع وعدمِ الإعجابِ بالنَّفسِ وأن يَعرِفَ قَدرَ نفسِهِ.
ثم إنَّ من آداب طالب العلم أيضا :
ألاََّ يكون كثير المراجعة لأقوال العلماء؛ في الفقه لابن قدامة، والمجموع للنووي، والكتب الكبيرة التي تذكر الخلاف وتناقشه فإنك تضيع !!
اِبْدَأْ كما قلنا أولاً بالمتون المختصرة ، شيئاً فشيئاً حتى تصل إلى الغاية،
وأمَّا أن تُريدَ أن تَصْعدَ الشجرةَ من فُرُوعِهَا فهذا خطأ ! ” .
انتهـت نصيحته الغالية -رحمات ربي عليه- .
📚 مجموع فتاوى ورسائل الشيخ [ الفقه – كتاب العلم – طريق تحصيل العلم – (١٦/ ١٩٣-١٩٤) – ط١ – ١٤٢٩]*
أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن ينفعني بها أوَّلاً
وإخواني طلبة العلم السَّلفيين ثانياً،
وأن يعلِّمنا جميعاً أقدار أنفسنا،
وأن يرزقنا الأدب مع أئمَّتِنَا
ومشايِخِنَا .. إنَّ ربنا لسميع الدُّعاء.
انتقاه محبُّكم في الله
أبو إسحاق الهلالي المرزوقي
-غفر الله لي ولكم-
الجمعة ١٥ من جمادى الأولى ١٤٤١