(السلام عليك أيها النبي) أصحُّ صِيَغِ التَّشهُّد

Like 3

السؤال : أنيس التونسي يسأل فيقول :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لو سمحت لدي سؤال : في نص التشهد قرأت في كتاب صفة صلاة النبي للألباني رحمه الله يقول : ( السلام على النبي ) و ليس : ( أيها النبي ) ومن وقتها أقول في التشهد : ( السلام على النبي ) ولما كنت في العمرة الشهر الماضية وصلى بنا شيخنا الحذيفي سمعته يقول : ( أيها النبي ) ما هو الصحيح ؟ بارك الله فيكم

الجواب :

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه أما بعد :

فعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اخي الكريم أنيس

جواباً على سؤالك أقول : إنَّ الصَّحيح أنَّ كِلاَ الصيغتين جائزة وصحيحة ؛ فبأيِّ صيغة قال صحَّت صلاتُه.
والأولى التمسك بما علمناه رسول الله من لفظه صلى الله عليه وآله وسلَّم وهو : ( *السلام عليك أيها النبي ..*) وهو اختيار شيخنا الإمام ابن باز رحمه الله تعالى.

فأما من رجَّح هذه الصيغة ورأى غيرها مرجوحاً فقد اعتمد على ما أخرجه الشيخان في صحيحيهما من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : ( علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم وكفي بين كفيه كما يعلمني السورة من القرآن ” التحيات لله والصلوات والطيبات *السلام عليك أيها النبي* ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين .. ) الحديث.
وهو اختار شيخنا ابن عثيمين رحمه الله تعالى واللجنة الدائمة للإفتاء من المعاصرين.

ومن رجَّحَ صيغة : ( *السلام على النبي* ) فاعتمد على نفس راوي الحديث (ابن مسعود رضي الله عنه) حيث قال : ” كانوا يقولون بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم : ( *السَّلامُ على النَّبيِّ ورحمة الله وبركاته* ) رواه البخاري في صحيحه.
وعبارة (كانوا يقولون) : جمعٌ.
ورأوا أنه من فقهِ الصَّحابة الكرام وفهمِهم الذي تَعبَّدنَا اللهُ به.

وهو اختيار الإمام الألباني رحمه الله تعالى وبعضُ أهل العلم.

وخالفهم الأوَّلون فقالوا : أنَّ اجتهاد ابن مسعود رضي الله عنه مُخالَفٌ بنص حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أولاً.
وبما ثبت عن غيره من الصحابة الكرام ممن هم أعلمُ منه ثانياً رضي الله عنهم جميعاً ؛ فقد روى مالكٌ في (موطئِه) بسندٍ صحيحٍ أنَّ عُمرَ بنَ الخطَّابِ رضي الله عنه خَطَبَ النَّاسَ على مِنبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال في التشهُّد ِ:
( *السَّلامُ عليك أيُّها النبيُّ ورحمة الله* ) وقد قاله عُمرُ بمحضر الصَّحابة وأقرُّوه على ذلك رضوان الله عليهم.

وعَلَى كُلِّ حَالِ : فَكِلاَ الصِّيغتَين صحيحٌ ، والأقرب للسُّنَّةِ صِيغةَ : ( *السلام عليك أيها النبي* ).

والعلم عند الله تعالى

كتبه
أبو إسحاق الهلالي المرزوقي
غفر الله لي ولك
٢٥ شعبان ١٤٤٠

Scroll to Top