للشيخِ الرُّحيْليِّ سُليْمان
بسبَبٍ دَسِّهِ لابنِ هادِي القاذفِ الفتَّان
ضِمْنَ نُصْحِهِ بلزومِ غَرزٍ أهْلِ العِلْمِ والإِيمَان
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه أما بعد:
فقدْ استمَعَ القاصِي والدَّانِي لذاكَ المقطعِ النَّشَازٍ الذي غشَّ فيهِ ( *سُليمان الرُّحيلي* ) عُمُومَ المسلمين -أصلحه الله وبصَّره- بإحالتهم في التمسُّكِ بالعلماء الكبارِ على القاذفِ الفتَّانِ الفاسقِ -بنصِّ كتاب الله- ( *ابنِ هادِي* ) -هداه الله أو أراح الأُمَّةَ مِن شرِّه وشرِّ من يُؤيِّدُهُ وينصرُهُ ويدُلُّ عليه-
■ وأقول لك يا *(شيخ سليمان)* :
*واللهِ إنَّ مُفَارَقَةَ أهلِ الهَوَى، والسُّكَارَى -بِحُبِّ الزَّعامةِ والفُرْقةِ- فِي هذهِ الدَّارِ*
*أسهلُ وأيسَرُ عَلَيْكَ مِنْ مُرَافَقَتِهِم في تلكَ الدَّارِ !*
*إنْ لم تَتُبْ ويَتُوبُوا إلى الكرِيمِ العَزِيزِ الغَفَّار ؛*
*فَكُنْ مِنْ عَسَاكِرِ الإيمانِ*
*ومِنْ جُنُودِ السُّنَّةِ وَالْقُرْآنِ*
*فقدْ نصَحَ لكَ السَّلفيُّون المُخْلِصُونَ النَّاصِحُون ابتغاءَ مُعالجَتِكَ يَا سُلَيْمَان*
*فاسْتَفِدْ مِنْ إرْشادِهِم ونُصْحِهِم ودَوَائِهم لِدائِكَ قبْلَ أن تَنْدَمْ ! ولَاتَ حِينَ مَنْدَم !*
*ولَا تُرْضِ ابْنَ هادِي -ولا غيْرَهُ مِنَ المُنحرِفِينَ- علَى حِسَابِ الحقِّ !*
*واجْهَر بالحقِّ وإنْ جَفَاكَ وذَمَّكَ كلُّ الخَلْقِ !*
وأُذكِّرُكَ *-أصلَحَ اللهُ حالَكَ ومَنْهَجَكَ-* بقولِ *أمِّيَ الصِّدِيقةِ رضِيَ اللهُ عنها:*
*( مَنْ أَرْضَى النَّاسَ بسخَطِ اللهِ وكَلَهُ اللهُ إلى النَّاسِ ) !*
وَبقولِهَا -أيضًا- رضِيَ اللهُ عنها:
*( مَنْ التَمس رِضَا الناسِ بسخَطِ اللهِ ، سَخِط اللهُ عليه ، وأسخَط عليه الناسَ ) !*
*وأَزِحِ المُفرِّقةَ وابْتُرْهُم مِنْكَ، ونَحِّهِمْ -لِلهِ- عَنْكَ ، لا سِيَّمَا وقد ظهَرَ لِلعِيَانِ هَتْكُ اللهِ لِأسْتَارِهِم ، وفضْحُهُ لأسرَارِهِم ، وكَبْتُهُ لِفُسَّاقِهِم وفُجَّارِهِم ، وتَبْيِّينُهُ -للنَّاسِ جمِيعًا- لِعَوَارِهِم.*
*وإِخَالُ ظَنًّا رَاجِحًا أنَّهُ لَا يَخْفَى علَى مِثْلِكِ أنَّ الأطبَّاءَ المُعَالِجِينَ الرُّحَمَاءَ المَهَرَةَ قدْ يُقرِّرُون إِبَانَةَ العُضْوِ وبَتْرِهِ !*
*حِفَاظًا علَى سائِرِ الجَسَدِ السَّلِيمِ إِنْ عَجَزُوا عنْ عِلاجِهِ وبُرْئِهٍ !*
*وحَقِيقٌ بِمَن لِنَفسِهِ عِنْده قَدْرٌ وَقِيمَةٌ أَن لا يَبِيعَها لِمُفرِّقَةِ الشَّيْطانِ الأخَسِّ مِنَ الحدَّادِيَّةِ بِأَبْخَسِ الأثمَانِ ! يَا ( شَيْخ سُليْمان ) ،*
*وَأَلَّا يُعرِّضَهَا غَداً بَين يَدَيِ الجَبَّارِ -جلَّ وعزَّ- لِمَواقِفِ الخِزيِ والهَوَان! ،*
*وَأن يُثَبِّتَ قَدَمَيْهِ فِي صُفُوفِ السَّلفِيِّين الصَّادِقِينَ أهلِ الْعِلمِ والرَّحمةِ والإِيمَان ،*
*وَأَلَّا يَتَحيَّزَ إلى ظَلَمَةٍ ! قدْ جَاءَ وَصْفُهُم والنَّهيُ عنِ الرُّكُونِ إليْهِم فِي السُّنَّةِ وَالْقُرْآن ؛ لِئلَّا تَمَسَّهُ النِّيرَان، فيكُونَ مِنْ أولياءِ الشَّيْطَان!*
■ كما قال تعالى: *﴿ وَلَا تَرۡكَنُوۤا۟ إِلَى ٱلَّذِینَ ظَلَمُوا۟ فَتَمَسَّكُمُ ٱلنَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ مِنۡ أَوۡلِیَاۤءَ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ ﴾* [هود ١١٣].
*واعلَمْ -بصَّركَ مَوْلَاكَ- أنَّ اللهَ غنِيٌّ عنكَ -واللهِ- إنْ تَوَلَّيْتَ عن منهجٍ السَّلَفِ الكِرَامِ ، ولن تَضُرَّ إلَّا نفْسَك ، ولن تَضُرَّ اللهَ شيْئًا ، ولن تَضُرَّ دعوتَهُ شيْئًا ، ولن تَضُرَّ حِزْبَهُ المُفْلِحِينَ وأولياءَهُ الصَّادِقِينَ -إلَّا أَذَى!- ، فاتَّقِ اللهَ وكُنْ مَعَ الصَّادِقِينَ ؛*
كما قال *سبحانه وتعالى: ﴿ .. وَٱللَّهُ ٱلۡغَنِیُّ وَأَنتُمُ ٱلۡفُقَرَاۤءُۚ وَإِن تَتَوَلَّوۡا۟ یَسۡتَبۡدِلۡ قَوۡمًا غَیۡرَكُمۡ ثُمَّ لَا یَكُونُوۤا۟ أَمۡثَـٰلَكُم ﴾* [محمد ٣٨].
*اللُّهمَّ بصِّرْ عبدَكَ سُليمان بِخُبْثِ ابنِ هَادِي، وهؤلاءِ المُفَرِّقَةِ الأقْرَان ،*
*وردَّهُ -وإيَّاهُم جَمِيعًا- إلى الحَقِّ رَدًّا جَمِيلًا يَا رَحِيمُ يَا رَحْمَن ،*
*آمين آمين .. والحمدُ للهِ ربِّ العالمِين.*
أخُوكَ النَّاصِحُ لكَ
عفَا اللهُ عنِّي وعنكَ
مساء الجمعة ٨ من جمادى الأولى
لعام ١٤٤٤ لهجرة النبيِّ الأكرم
صلَّى الله عليه وآله وسلَّمتصفّح المقالات